البخور والعود

ماذا عن صناعه البخور والعود؟

صناعه البخور والعود

منذ العصور القديمة حينما كان الإنسان يُجالس النار ويُحادث السماء، وُجدّ العطر كجسرٍ خفيّ يصل الأرض بالروح، والزمن بالذاكرة، ومن بين أعرق أشكال هذا العطر، بزغ البخور والعود، ليس مجرد مواد تُحرق لتبعث الروائح، بل كطقس حميمي من طقوس الحضارة، وكهوية تتغلغل في نسيج المجتمعات الشرقية، فكلاهما روائح تعانق الحواس والذاكرة، وتُجسّد في تفاصيل صناعتها المهارة والحرفة والذوق الرفيع، ولهذا في السطور التالية سنتحدث معك عن صناعه البخور والعود.

ماذا عن صناعه البخور والعود؟

يُعد العود واحدًا من أثمن المواد العطرية في العالم، بل إن البعض يعتبره "سائل الذهب"، ليس بسبب لونه بل بسبب قيمته الفائقة، وصعوبة استخراجه، وندرته الطبيعية. 

والعود في جوهره مادة راتنجية تنتجها بعض أنواع الأشجار من فصيلة "أكويلاريا" و"غياري"، كرد فعل دفاعي على إصابتها بالعفن الفطري. 

تنمو الأشجار عادةً في الغابات الكثيفة والاستوائية في مناطق مثل الهند، وكمبوديا، ولاوس، وماليزيا، وإندونيسيا، ويتطلب استخراج العود خبرة دقيقة ومهارة متقنة، حيث لا يُمكن تمييز الأشجار المصابة عن السليمة إلا عبر عيون مدرّبة، وأدوات خاصة. 

أما البخور، فليس سوى امتدادٍ لنفس الثقافة العطرية التي يولّدها العود، بل هو توليفة مركّبة من مواد عطرية تُخلط وتُعالج وتُشكّل بعناية لتُشعل وتبعث في الأرجاء روائح آسرة.

ويُستخدم البخور في مجالات شتى، من الطقوس الدينية إلى المناسبات الاجتماعية، ومن تطييب البيوت إلى تعطير الملابس، وهو جزء لا يتجزأ من الهوية الخليجية، وله مكانة روحية في عدد من الثقافات.

تتنوّع مكونات البخور تبعًا للمكان والتقليد والعرف، لكنها غالبًا ما تضم مواد مثل العود، والمسك، والعنبر، والصندل، والصمغ العربي، والورد الطائفي، وزيوتٍ عطرية تُدمج بطريقة دقيقة تحفظ توازن الرائحة وتُكسبها ثباتًا وفوحانًا.

مراحل تصنيع العود

تمر صناعة البخور والعود بعدة مراحل دقيقة، العود تبدأ من اختيار الخشب الخام، وتنتهي بتقطير الزيوت العطرية أو تسويق القطع الجافة، وهي:

  • الاستكشاف والاقتطاف: يبدأ الأمر في أعماق الغابات، حيث يبحث العمّال عن الأشجار المصابة بالعفن، ويُستدل على الشجرة من خلال الرائحة أو تغيّر لون الخشب، ثم يُقطع الجذع بعناية ويُفصل الجزء المصاب عن السليم.

  • الفرز والتنقية: بعد ذلك، يُفرز العود حسب درجاته: "العود السوبر، والعود الملكي، والعود الكمبودي، وغيرها"، ويتم تنظيفه يدويًا لإزالة الأتربة والشوائب.

  • التجفيف والمعالجة: يُترك العود ليجفّ في الظل أو في أماكن خاصة، ويُعالج أحيانًا بطرق معينة لتعزيز رائحته، ومنها النقع في مواد طبيعية أو وضعه في درجات حرارة محددة.

  • التقطير واستخلاص الزيت: فزيت العود فيُستخرج عبر عملية تُعرف باسم "التقطير بالبخار"، وهي تقنية دقيقة تُستخلص فيها الزيوت الطيّارة عبر تسخين العود في خزانات مائية مغلقة، ثم جمع البخار الممزوج بالزيت وتكثيفه.

مراحل صناعة البخور

يتميّز البخور عن غيره من العطور بكونه يُصنع يدويًا في أغلب الأحيان، ويعتمد على الخلطات السرية التي تُعدها العائلات المتخصصة أو المعامل التقليدية، والتي غالبًا ما تتوارث سرّها ولا تُفشيه، وتمر مراحل صناعة البخور بالآتي:

  • التحضير والمزج: يبدأ صُناع البخور بطحن المكونات العطرية مثل العود والصندل والمسك والعنبر، ثم مزجها مع بعضها بنسب دقيقة، وبعد ذلك تُضاف الزيوت الطبيعية، مثل زيت الورد أو زيت الزعفران.

  • التخمير والتثبيت: يُترك الخليط ليتخمّر في أوعية مغلقة، ليتفاعل كيميائيًا وتتجانس مكوناته، وقد تمتد فترة التخمير لأسابيع أو حتى أشهر، وهي المرحلة التي تُكسب البخور ثباتًا وعمقًا عطريًا.

  • التشكيل والتجفيف: بعد اكتمال التخمير يُشكَّل البخور إما على شكل أقراص أو أعواد أو قطع، ثم يُترك ليجفّ في أماكن باردة، دون تعريضه للحرارة المباشرة حتى لا تتلف الزيوت.

تحديات صناعة البخور والعود

صناعه البخور والعود ليست فقط فنًا تراثيًا، بل قطاعٌ اقتصادي يعاني من صعوبات متزايدة، وهي تحديات عِدة: 

  • ندرة الأشجار الطبيعية، بسبب الإفراط في قطعها دون استدامة.

  • ارتفاع تكاليف الإنتاج، لا سيما في العود النقي وزيوته.

  • انتشار الغش التجاري، مما يُضعف ثقة المستهلك ويُضر بالمنتج الأصيل.

  • تهديد التنوع البيئي، نتيجة استخراج المواد العطرية بشكل جائر.

لهذا بدأت بعض الدول في وضع تشريعات صارمة لحماية الأشجار، وإنشاء مزارع مستدامة للعود، والرقابة على جودة المنتجات في الأسواق.

شركة سدر الخليج.. الواجهة الأمثل لاقتناء أرقى أنواع البخور والعود

في سدر الخليج للعطور تجتمع خبرة التصميم السعودي والعشق التقليدي للعطور في بوتقة واحدة، فتنتج تجربة متكاملة لمن يبحث عن نفحات البخور والعود العريقة. 

فالشركة تسعى لأن تكون الواجهة المثالية لاقتناء أرقى أنواع العطور الشرقية والغربية والعنبر والعود والمسك، مع الاهتمام الفائق بالتفاصيل من التغليف إلى التوصيل. 

فعملاؤنا يشيدون بثبات العطر لفترات طويلة، ولهذا تعتبر سدر الخليج وجهة ثقافية وعطرية، تولّد في قلب الشرق أرقى ما يمكن أن يُقدَّم من بخور وعود، مجمّعًا بين الأصالة، والجودة، والتجربة الفريدة.

إن صناعة البخور والعود هي حكاية من حكايات التراث التي تعبق بكل ما هو أصيل، وتجسّد علاقة الإنسان بعناصر الطبيعة، ففي كل نفحة عود، وفي كل تصاعد دخان بخور، تسكن قصة قديمة، وربما سرّ لا يُفصح عنه إلا حين يُستنشق، ومن حقّ هذه الصناعة أن تُحفظ وتصان، وأن تُنقَل للأجيال بقدر من التقدير والاحتفاء؛ لأنها لغة تُحس وتُشم وتبقى في الذاكرة زمنًا طويلًا.

اقرأ أيضًا:

 

قراءة التالي

مورد عطور بالجملة
تجارة العطور بالجملة

اترك تعليقًا

تخضع جميع التعليقات للإشراف قبل نشرها.

This site is protected by hCaptcha and the hCaptcha Privacy Policy and Terms of Service apply.